تهدف الجمعية من خلال هذا البرنامج إلي تنمية الوعي الفكري والثقافي والفني للأطفال والشباب والكبار في الصعيد، وترسيخ قيم العيش المشترك والمواطنة والتسامح وبناء السلام، من خلال توفير بيئة تسمح بالتفاعل والتعلم المتبادل والتعبير الحر، لتمكينهم من اكتشاف ذواتهم وإمكاناتهم وقدراتهم، عبر استخدام كافة الأدوات والإمكانيات الفنية المتاحة، ليصبحوا شركاء في المسؤولية نحو نهضة مجتمعية شاملة ومستدامة.
خلفية
بدأ برنامج التنمية الثقافية في منتصف الثمانينات من خلال المكتبات العامة التي أسستها الجمعية في عدد من القرى والمدن. وتطور البرنامج بالممارسة بشكل كبير، فتحولت المكتبات إلي 14 مركز ثقافي يدعم الإبداع الفني والثقافي للأطفال والشباب. ثم توسعت الجمعية في دعم القطاع الثقافي الحر فنيًا وماليًا لتمكنهم من تطوير وتقديم إنتاجهم الفني والثقافي للجمهور. والقطاع الثقافي الحر يتكون من مجموعات فنية مبتدئة اختارت نوعًا ما من الفنون للتعبير عن نفسها ولصياغة رؤية لحلول مشاكل مجتمعاتها، وهذا هو ما تدعمه جمعية الصعيد من خلال تقديم دعم فني ومالي لهذه المجموعات في مختلف المحافظات.
أولا - المراكز الثقافية
عددها 14 مركزًا ثقافيًا بالصعيد، بالإضافة لاستمرار نشاط المكتبة المتنقلة التي تقوم بتوصيل الكتب للراغبين في القراءة من أهالي قريتي إشنين والبياضية بالمنيا، وإتاحة الفرصة لهم للتعبير بالرسم والشعر.
ثانيا – الكورالات
كورال الصعيد بالمنيا الذي تأسس منذ أكثر من 30 عامًا علي يد الأخت سليست، بهدف إحياء الموروث الثقافي الموسيقي الفني لصعيد مصر والحفاظ عليه من الاندثار، يملك الكورال 28 أغنية لكبار الشعراء والملحنين مثل فؤاد حداد ووجيه عزيز، وغنى العديد من أغاني التراث. هذا ويبلغ حاليًا عدد أعضاء الفريق 55 مغن و10 عازفين. وكثيرا ما يشارك الكورال في حفلات داخل وخارج محافظة المنيا، كما يشارك في الاحتفال بمختلف الأعياد القومية والدينية والاجتماعية.
كورال قيثارة طيبة بالأقصر الذي تأسس في 2014 لضم مواهب منطقة الأقصر الغنائية، وهو يقوم بإحياء تراث جنوب الصعيد الثقافي والارتقاء بالذوق العام لأطفال الصعيد بالمراحل المدرسية المختلفة، وتغذية ثقافتهم الفنية. ويضم الفريق حاليا 35 تلميذ/تلميذة، ويسعى دائمًا إلى اكتشاف المواهب الصوتية والموسيقية الجديدة ومساعدتها وتوجيهها التوجيه السليم، وإتاحة الفرصة لهم كي يشعر الطفل بأهميته ودوره في المجتمع لإحداث تغيير من خلال الفن. وأخيرا، قام الكورال بتعليم مجموعة من أعضائه على عزف الدف النوبي في رتمه السوكي بأشكاله. واحتفل الفريق في يوليو الماضي باليوم العالمي النوبي وقدم فيه عرضًا غنائيًا راقصًا.
ثالثا - التحطيب
معظم ممارسي التحطيب من صعيد مصر كانوا من الرجال فقط، وخاصة في المناطق الريفية، حيث تم استخدام العصا من قبل السكان كجزء من حياتهم اليومية ويعتبر علامة على الرجولة. وتستند قواعد اللعبة إلى قيم الاحترام المتبادل والصداقة والشجاعة والقوة والفروسية والفخر. وكانت أول مشاركة لفتاة في التحطيب في الصعيد بدعم من جمعية الصعيد وذلك بعد إدراج لعبة العصا والتحطيب في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية في 2016، بناء علي طلب تقدمت به جمعية الصعيد واللجنة الوطنية المصرية لليونسكو في 2013.
وفي عام 2019 مثل فريق "تحطيب جمعية الصعيد" مصر في مهرجان (تشنجو) بكوريا الجنوبية، والذي ينظمه الاتحاد العالمي لفنون الدفاع عن النفس التراثية WOMAU تحت رعاية اليونيسكو، وقدم الفريق العديد من عروض للتحطيب، مما ألقى ضوء عالميًا على التحطيب المصري، وفي الوقت نفسه تم اعتماد جمعية الصعيد للتربية والتنمية كعضو رسمي له حق التصويت في الاتحاد العالمي كأول فريق مصري ينضم له.
رابعا - الحركة الكشفية
بدأت الحركة الكشفية في البياضية عام 1976 على يد الأب بولس ذكري، وبفضله وفضل رهبنتي الفرير والقلب المقدس تخرج العديد من القادة الكشفيين، واستمرت الأنشطة الكشفية حتى الآن بفعالية، وهي تهدف للمساهمة في صقل مواهب الأطفال والشباب وتنميتها وإكسابها صفات سلوكية وقيم اجتماعية من خلال العمل بالوعد والقانون الكشفي، والمساهمة في خدمة وتنمية المجتمع.
خامسا - النشاط الرياضي
يتبع البرنامج منهجية التربية من خلال الألعاب والرياضات المختلفة في العمل مع فرق الأولاد والبنات في كرة قدم والكرة الطائرة والألعاب الحركية المختلفة. ويبلغ عدد المترددين على النشاط 150 طفل/طفلة، و50 شاب/شابة.